by Ali Alblushi
تنظيمُ وقتِ الطفل
تشكو العديدُ منَ الأمَّهاتِ من عدمِ قدرةِ أولادهنَّ على تنظيمِ الوقتِ، وحسنِ استخدامِه، وهدرهِ سدًى.
وفي الحقيقة، هذا الأمرُ ليسَ بينَ ليلةٍ وضحاها؛ بلْ هو سلوكٌ وعادةٌ تنمو معه تدريجِيًّا وطريقُ النّجاحِ مفتاحُه الوقتُ. وهنا يأتي دورُ الأمِّ في مساعدةِ طفلها لإدراكِ معنى تقسيمِ وقتِه ومحاسبتِه على ضياعِه كما تُحاسبُه إنْ أضاعَ مبلَغًا منَ المالِ.
ولا نبالغُ إنْ قلْنا بأنَّ الأهلَ يرتكبونَ جِنايةً بحقِّ أولادهم حينَ يتركونَهم أمامَ الشّاشاتِ الصغيرةِ لساعاتٍ وساعات دونَ محاسبةٍ أو مساءلةٍ بلْ صارتْ هذه الشّاشّاتُ سبيلًا للخلاصِ من ضجيجِهم. فينمو الطّفلُ جسدًا بلا روح، وردةً بلا رائحةٍ، وبالتّالي يكبرُ دونَ أنْ يكتشفَ مهاراته، مواهبه، قدراته.



إليكِ أيّتها الأمُّ بعضَ النّصائحِ كيْ يتعلَّمَ طفلُكِ معنى تنظيمِ الوقتِ:
- وضعُ قواعد محَدَّدةٍ في السلوكيّاتِ والعاداتِ اليوميَّةِ معَ الحرصِ على تنفيذِها في الوقتِ المخصَّصِ: تحديدُ وقتِ النّوم، الاستيقاظِ، الذّهابِ إلى الحديقةِ، الفطورِ……
- تعويدُ الطّفلِ على المفرداتِ والمصطلحات الزَّمنيَّةِ: مثَلًا معكَ ١٠ دقائق كيْ تجَهّزَ نفسكَ للذّهابِ معي.
- كوني قدوتَه في احترامِ المواعيد كافّةً إنْ حصلَ طارئٌ ولم تلتزمي بالموعدِ فاذكري السبّبَ أمامَ طفلِكِ : مواعيدُ الصّلاة، زيارة العائلة، ترتيبُ البيت…..
- محاسبتهُ في هدرِ الوقتِ كما تحاسبينه في تقصيره في واجباتهِ المدرسيّةِ كي يربطَ بين النجاح والوقتِ…
- الالتزامُ بالصبر والإصرار واللّيونةِ في إكسابِ ولدك مهارةَ تنظيمِ الوقتِ لأن هذا الأمرَ يحتاجُ منكِ نفسًا طويلًا .
- تحديدُ أوقات خاصّة للمرح والفرح والسّعادة حتى لا ييأسَ وتفشلين في رسالتك وشاركيه هذا الوقتَ الأجملَ بالنّسبةِ له.
- الاهتمامُ بمواهبِ ولدك والحرص على تنميتِها بشتّى الوسائلِ حتّى يدركَ فنَّ إدارةِ الوقتِ حينَ يكبرُ فيما يعودُ عليه بالمنفعةِ والفائدةِ.

سيّدتي الفاضلةُ... إنِ اهتمَّ طفلُكِ بالوقتِ؛ سيجني فوائدَ عديدةً أهمّها:
- الشّعور بالثّقةِ بالنَّفسِ وزيادةِ الفخرِ بقدراته على إنجازَ مهامٍّ عديدةٍ وأهدافٍ مختلفةٍ.
- تنميةُ شعورِ تحمُّلِ المسؤوليَّةِ وتعزيزِ فكرةِ أداءِ الواجباتِ في جدولٍ زمنيّ معيَّن.
- الاهتمامُ بمواهبه وصقلِ شخصيّتهِ والقيامِ بأنشطةٍ ترفيهيّةٍ هادفةٍ وهذا كلّه يساعدُ في نموّ شخصيّتهِ وجعله عضْوًا نافعًا في المجتمعِ.
خِتامًا، إنَّ تنظيمَ الوقتِ -أيتها الأمّهاتُ- هو سلوكٌ وعادةٌ تَحتاجُ منكُنَّ الصّبرَ والإصرارَ لغرسِ هذا المفهومِ في نفوس أولادكنَّ.
ونصيحتي لكنَّ:
احرصْنَ ثمَّ احرصْنَ على تعليمِ أولادكنَّ الالتزامَ بأوقاتِ الصّلاةِ في حينِها، وعلى تلاوةِ القرآن يومِيًّا وعلى أنْ تكون ممارسةُ هذه الشّعائرِ الدّينيّةِ في مقدِّمةِ جَدولهم حتّى يباركَ الله لكنَّ في تربيةِ أولادكنَّ ويوفقُهم في حياتهمِ كلّها.