by Ali Alblushi
طَمْسُ الهُويَّةِ العربيَّةِ عندَ الطّفلِ
تَظنُّ بعضُ الأُمَّهاتِ بأنَّ تعليمَ الطّفلِ إلقاءَ التّحيَّةِ، أو تسميةَ الأشياءِ باللغةِ الأجنبِيَّةِ مَظْهرٌ من مَظاهرِ الْحضارةِ والرّقيّ ولكنْ على العكسِ تمامًا، فهذا الأمرُ يدلّ على الجهلِ والتّخلّفِ والانحدارِ.
لا ننكرُ بأنّ تعلّمَ اللّغاتِ الْأجنبيّةِ أَمرٌ ضروريٌّ لمواكبةِ التقدّمِ واكتسابِ ثقافاتٍ والتّعرّفِ إلى حضاراتِ شعوبٍ أخرى ولكنْ يجبُ أنْ تأتيَ هذه اللّغةَ في المرتبةِ الثّانيةِ بعدَ اللغةِ العربيّةِ- لغة القرآنِ الكريمِ والحضارةِ العربيةِ العريقةِ- لِأنّها ليستْ وسيلةُ تواصلٍ وتعبيرٍ فقط، بلْ هي مرتبطَةٌ بشعائِرنا الدّينيَّةِ كالصّلاةِ مثَلًا.
لِلأسفِ، باتَتْ لغتُنا عندَ البعضِ مُشَوَّهةً، مُرَقَّعةً والسببُ همُ الأهل في الدّرجةِ الأولى لِأنّهم يَتَوَهّمونَ بأنَّ اكتسابها واجبٌ قبلَ اللّغةِ العربيَّةِ.



كَيفَ نُنَمّي حبَّ اللّغةِ العربيّةِ في نفوسِ أطفالِنا؟
واجبٌ علينا تعليمُ الطفلِ اللغةَ العربيَّةَ منذُ نعومَةِ أظْفاره، وواجبٌ علينا الاعتزازُ بها والفخرُ بمفرداتها فلنْ تحترمَنا دولُ العالمِ إنْ لمْ نحترمْ ونقدّرْ لغتنا الأمَّ. وكيْ نعزّزَها في نفوسِ الأطفالِ؛
هناكَ وسائلُ عديدةٌ أبرزُها:
- تعويدُ الطّفلِ على الإنصاتِ إلى القرآنِ الكريمِ الذي يطوّرُ مهارتَه في النّطقِ الصّحيحِ للأحرفِ.
- قراءةُ الكثيرِ من القصصِ المكتوبةِ باللغةِ العربيّةِ الفصحى إذ أنَّ المطالعةَ توسّعُ دائرةَ مفرداتِ الطّفلِ وتُثْريه لغوِيًّا.
- ضرورة التّحدّثِ معه عن هذه اللغةِ ومكانتها وتاريخها العريق في نشرِ العلومِ والآدابِ وقصصِ القادةِ العظَماءِ .
- الحرص ثمّ الحِرصُ على تسميةِ الأشياءِ باللغةِ العربيّةِ الأصيلةِ كيْ تغرسَ في نفسهِ حبَّ الانتماءِ إليها.
- تسجيلِه في مدارس تعتمدُ اللغةَ العربيةَ في مناهجها التّعليميّةِ وتعطيها الأولويَّةَ والاهتمامَ.
- مراقبةُ البرامجِ الكرتونيّةِ التي يُشاهِدُها،وهذا الأمرُ ضروريٌّ لأنَّ الاستماعَ هي المهارةُ الأولى للطّفل وتأتي قبل التّكلّمِ؛ وبمتابعةِ البرامجِ الكرتونّيةِ الهادفةِ النّاطقةِ باللغةِ العربيّةِ يكتسبُ الطّفلُ كَمًّا هائِلًا من المفرداتِ العربيةِ .

ختامًا، لا يخفى على أحدٍ بأنَّ لغتَنا تواجهُ تحدّياتٍ عديدةً أمامَ هذا الانفتاحِ والتّطوّرِ الذي نشهدُه، ومنْ واجبِنا كأهلٍ أنْ نعزّزَ هذه اللغةَ ونعيدَ لها مكانتها كما كانتْ سابِقًا، وخيرُ ما نختمُ بهِ مقالَنا الآية الشّريفة، قالَ اللهُ تعالى في كتابهِ العزيزِ:” كتابٌ فُصِّلَتْ آياتُه قرآنًا عَربيًّا لقومٍ يعلمون”
لقدْ كرّمَنا الله عزَّ وجلَّ بهذه اللغةِ، ألا يجدُرُ بِنا أنْ نكونَ أهلًا لهذا التّكريمِ؟