by Ali Alblushi
أطفالُنا بينَ القسوةِ والدّلال
أطفالُنا هم ربيعُ الزّمنِ وقادةُ المستقبلِ، لذا حَقٌّ علينا تَربيتُهم وليسَ رِعايتهم فقطْ؛ لأنَّ التّربيةَ تحتاجُ لحُسنِ تَدبيرٍ وطولِ تفكيرٍ وصبرٍ عميقٍ.
إنَّ التّربيةَ القائمةَ على رسمِ خريطةٍ مُثْلى لتكوينِ شخصيةٍ قويّةٍ متوازِنةٍ غير متمَرّدةٍ ولامدَلَّلةٍ هي التّربيةُ النّاجِعة.
إنَّ الْإفراطَ في الدّلالِ وتلبيةِ كلّ رغباتِ الطّفل وتوفيرِ كلّ ما يخطرُ في بالِه يجعلُ الطّفلَ عَديمَ المسؤوليّةِ، غيرَ قادرٍ على رسمِ هدفٍ في حياته، فالفانوسُ السّحريُّ بينَ يديهِ. وبالتّالي تنعدِمُ دوافعُ التّحفيزِ ويفقدُ الرّغبةَ في التّطورِ كما أنّه سيصبحُ عاجِزًا عن مواجهةِ الحياةِ ولنْ تعنيَ له القوانينُ إطْلاقًا.



فالطّلباتُ مُجابةٌ والاوامرُ مُطاعة.
وهكذا نكونُ قدْ دمّرْنا فلذاتِ أكبادنا بأيدينا.
وهكذا نكونُ قدْ دمّرْنا فلذاتِ أكبادنا بأيدينا.
بالمقابلِ، إنّ الْإفراطَ في القسوةِ والصّرامةِ لهُ أضرارٌ وخيمةٌ أبرزُها:
- الْانْطواءُ، الانْعِزالُ وبالتّالي انعدامُ الثّقةِ بالقدُراتِ.
- شخصيَّةٌ ضعيفَةٌ، متردِّدةٌ، غير قادرةٍ على اتّخاذِ القرارِ المناسبِ.
- الخوفُ الشّديدُ لأنّ فكرةَ العقابِ هي المهيمنةُ على عقلِه.
- مقابلة العنفِ بالعنفِ مع أصدِقائهِ ومحيطِه.
- زرع الحقدِ والكرهِ في قلبهِ لأنَّه لمْ يذُقْ طعمَ الحنانِ والحبّ، الامرُ الذي قد يجعله قابلًا للانحرافِ في سنِّ المراهقةِ.

ليكونَ طفلُكَ سويًّا،مسؤولًا، ناجِحًا، اجتماعِيًّا وَ سعيدًا عليكَ بما يلي:
- كنْ وسَطِيّا في التّربيةِ، وابتعدْ عنِ المبالغةِ واعتمدْ أسلوبَ الثّوابِ والعقابِ بعقلانِيَّةٍ كيْ يُدْركَ خطَأه ويتعلّمَ منه ويتحسّنُ سلوكُه.
- اجعلْ طفلكَ يحِبّكَ، إنْ أحبَّكَ استمعَ لنصائِحِكَ وصعُبَ عليه مخاصمتُك وارتاح لكَ وصرتَ بيتَ أسرارِه. بالحبّ يتحقَّقُ المستحيلُ.
- خصّصْ له جُزْءًا من وقتكَ، كيْ يشعرُ بأنّه من أولويّاتِكَ وكيْ يشعرَ بقيمته عندَك.
- اصطحبه معك في: نزهةٍ، زيارةِ الأقاربِ، المحلّات التّجارية؛ كيْ يشعرُ بنضجِه ويكتشفَ محيطه وتتوسّعَ دائرَته.
- اجعلهُ يختارُ ويكون له قرار في انتقاءِ : ملابس، قصص، طعام….
- ابتعدْ عن تخويفه لأنّ الخوفَ طريقُ الفشلِ وازرعْ فيه فكرة الشّجاعةِ والجُرأة.
- احضنْه ثمّ احضنْه ثمّ احضنه، وأغدقْ عليه من حنانكَ وعطفكَ كيْ لا يفتّشَ عنه في مكانٍ آخر وكيْ لا يقسوَ قلبُه.
- اجعلْه صديقَك واجعلْ علاقتكُما علاقةَ صداقةٍ لا صراعٍ .
- تهادوا في المناسبات، فالهديّةُ وصيَّةٌ من رسولِ الله، لها معانٍ عميقةٍ وآثارٍ فعّالة



يقولُ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم:” كُلّكمْ راعٍ، وكلّكُم مسؤولٌ عنْ رعِيَّتِه”.
لذا فلنعمل ولنفكّرْ مئَةَ مرّةٍ قبلَ أنْ نحرقَ أطفالَنا بتسلّطنا ودلالِنا.